المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٥

...تجري من تحته السُّبُل!

...ليالٍ تمضي، وأيام تجيء بخيرها وشرها.. غير أن جميعها ينبي عن حالٍ واحدة، وحقيقة لا مفرّ منها، ولا استكبار عنها:   أني مخلِّفٌ ورائي أيام مولدي مبتعد عنها كل يوم مرحلة، مقبل على حتفي قاطع نحوه كل يومٍ مثلها.. ليس في مسلكي هذا وقوف.. الطريق تجري من تحتي إن وقفت.. لكن بوسعي أن ألتفت ورائي ناظراً فيما خلفت، وما تركت خلفي من أثر في مراحلي السابقة.. غادرت صحباً كانوا معي على الطريق.. منهم أخ وخل وصديق.. ثم آل بي الأمر لأن أسير بلا رفيق.. كذا هي سبل السفر: عن أحوال الناس مسفرة.. وعن حَكَايا مودتهم مخبرة.. وإنا في الحياة مسافرون.. وإلى الله راجعون.. وامتد بي المسير إلى دُورٍ هوت نفسيَ وما هويت، فأتبعت نفسي هواها وولجت؛ وما كل والج تيك الدور بناجْ.. فإن والجها يغدو منها كخرَّاجٍ ولَّاج: إن أدبر عنها أدركه حُجَّابُها، وإن أقبل إليها استعذبها ثم مسَّه عذابها..! وإني إذا التبست المسالك - أو ضللت السبيل - التمست الدليل، فلم يُحِر من لقيت جوابًا، وأطبق الصمت، فأطرقت وأنا أسير وقلت: أشح القوم بالنطق.. أم أعيتهمُ حالي؟!  - وقد جُعِلت النجوم دليلًا غير أني لم أهتدِ بها إلا قليلاً

حتى نكون خير الخطائين!

صورة
الإنسان أحد المخلوقات المميزة على غيرها من الكائنات، فهو يمتلك آلاف الخيارات، ويمتلك -في المجمل- حرية الاختيار والتصرف؛ وترجع أعماله في غالبها إلى الصواب والخطأ، تتعدد المعايير ويبقى الإنسان يتأرجح بين الصواب والخطأ وفقًا لتلك المعايير. قد يسلك الإنسان سلوكًا يُعتبر وفقًا لبعض المعايير صوابًا، ووفقًا لمعايير أخرى يعتبر ذلك الفعل نفسه خطأ، وقد يفعل الإنسان الفعل ذاته مرتين، في إحداهما يعتبر صوابًا وفي الأخرى يعتبر خطأ، وذلك وفقًا لمعايير أخرى مصاحبة للفعل، وليس للفعل ذاته. في مجتمعاتنا المسلمة يغلب التصويب والتخطئة من منطلق ديني، سواءً كان ذلك المعيار دينيًا حقيقيًا، أو كان منسوبًا للدين وربما كان الدين منه براء؛ كما تتم التخطئة والتصويب في ضوء العادات والأعراف الحاكمة لهذه المجتمعات، وبالتالي فما يعدّ خطأ في مجتمع قد يعتبر أمرًا مستساغًا في مجتمع آخر وفقًا لعاداته وتقاليده وأعرافه، و(العُرف محكًم) شرعًا. الخطأ من طبيعة الإنسان، فهو كائن آخر مختلف عن الملائكة، له رغباته وشهواته ومطامعه في هذه الدنيا، وله عقل يزن به، وذلك العقل يختلف من إنسانٍ لآخر، كما أن له عاطف