المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٠

كانت جميلة!

صورة
عندما اهتديتُ إليها ظننت أني اكتفيت واهتديت إلى ضالتي.. إلى الوجهة التي أقف عندها متسمرًا طويلا، وأنصب إلى جوارها خيمتي بعد طول الرحيل. كانت الشمس حارقة، لكنها كانت جميلة! وهذا يكفي لئلا أحس بحرارة الشمس! في الليل كانت الريح قوية.. لم تعطني فرصة، لنصب الخيمة وتثبيت أعمدتها بشكل جيد.. فقد كانت جميلة.. وكان هذا كافيًا لئلا أجد فرصة لأي شيء.. وألا أحتمي من الريح والغبار! أغلقَت عينيّ بعد طول تأمل، وكان عليّ أن أرضخ لقرارها ذلك.. لأنها كانت جميلة.. وكان هذا سببًا كافيًا لأن ألتزم أمرها وأطيع! أوه! ولكني أحببت جمالها لأتأمله، الآن وقد أغمضت عينيّ.. فقد حرمتني مبتغاي.. صرخت فيّ حتى لا أفكّر أو أعترض على القرار! كانت جميلة! وكان هذا سببًا منطقيًا لكل شيء غير منطقي يصدر منها.. كانت جميلة.. وكنت عاقلاً.. وصرت أحمق!

كانت أحلامًا!

صورة
ها أنتِ ذا حلمٌ يختلي بي في منامي ويقظتي، ينزع بي إلى الأرق تارة، ويقبِل بي إلى الاستغراق في النوم مرة أخرى لأعيش فيه تفاصيله.. ويميل بي مراتٍ في يقظتي إلى شرود الذهن، وتغييبي عمن حولي، تأملًا وتفكيرًا وتقديرًا.. أفكّر في الأمس الذي قضيناه معًا، وفي أمسٍ لم نقضه معًا.. أفكر في هواء اقتسمنا تنفسه.. وآخر انتزعتِه وحدك.. وثالثٌ كان لي.. تركتُ بعضه لكِ على أمل أن تقاسميني إياه! وأفكّر في كلمةٍ رمت بك إلى صدري.. وأخرى نأت بكِ عني.. بعيدًا.. بعيدًا.. أفكّر في الكلماتِ التي سالت يومًا كالسيل إليكِ وعنكِ وفيكِ.. كانت تنتظم في عقدٍ بديعٍ أعجز حتى عن مجاراته، وأعجبُ أني قلته!.. وأفكر في كلماتٍ خانتني، فلم أحسن التعبير.. وجئت بكلمةٍ في غير محلّها.. قلت ما لا ينبغي.. وقد كانت أمس - نفس الكلمة رائعة، لكنها اليوم ليست ذلك، لأن مزاجك اليوم يرفضها! وأفكر في الكلماتِ المحتبسة..  أوه، لم تكن كلماتٍ بل تعابير أبت أن تصفها المفردات.. كلما مرت عليها مفردة قالت: لا تنطبق علي.. لا تناسبني.. لن أصِفَها!.. وظللتُ كالأبكم أنظر.. ويتحشرج نفسي.. كان الصمت هو المتكلم الأوحد.. وصوت الحشرجة يردد صداه..