المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٤

حكايات الكون

صورة
(1) تتجه الشمس بصفرتها إلى حيث الغرب، لونها يبدأ بالشحوب، تمامًا كذلك المغادر وهو يلوّح بيديه، يتماسك ويغالب دمعته، ويتلوَّن وجهه بغير ما ينبغي أن يكون عليه، تأفل الشمس، وتترك وراءها لحظات للتأمل للمحبين: الشفق بحُمرته يعانق زرقة السماء، ويزخرف أطرافها، وتبدأ الزرقةُ في الاتجاه إلى اللون الداكن شيئًا فشيئًا حتى يغشى الظلام.   ومع هروب الشمس أو غروبها تساير ذلك المشهد العصافير، فتراها تجتمع في أسراب وجماعات، وتصدر صافرات الختام المشجية، وكأنها تودِّع يوم العمل الحافل باحتفالات الإنجاز والسعي في الرزق، ويشعر بوداعِها أولئك الذين كانوا حاضرين حين أطلقت تغاريد افتتاح اليوم، المستبشرة بقدوم اليوم الجديد، واقتراب وصول الشمس إلى حيث نقطةُ الشروق. لا شك أن الأشجارَ والأعشاش هي أعظمُ الفرِحين بذلك الغروب؛ حيث تأوي إليها تلك المخلوقات الصغيرة بعد ارتحال دام نصف اليوم، هي فرصتها الآن لتعتنقها، وتستَرِق السمع إلى بعض أسرارها وحكاياتها الخافتة قبل الخلود إلى السكون وهي فرحة؛ لأنها ترى تلك المخلوقات المسبحة الساعية في الرزق، فهي تؤويها لترتاح، حتى تعدها ليوم عمل وتعب جديد!   ( 2) الش

الحياة الجامعية (3) : استذكر بمهارة.. وطوع التقنية لصالحك!

صورة
بسم الله الرحمن الرحيم تحدثت في موضوعين سابقين عن شيء مما يخص الطالب الجامعي، كان الموضوع الأول متسماً بالتوسع والعموم، أما الثاني فتخصص في التنظيم للطالب الجامعي. في هذا الموضوع سأحاول لملمة أوراقي، وختام كل ما لدي، وأرجو أن أوفق في طرح مفيد .   الاستذكار وأحواله   طبيعة الحياة الجامعية أنها فترة للدراسة النظامية لتخصص معين، ولكن المواد التي تأخذها ليست كلها من صلب التخصص، وكذلك فإن مواد التخصص لن تكون جميعها في نفس المسار، ولن تكون كلها مترابطة وبشكل واحد، بل ستكون على شكل كتل ومجموعات، كل مجموعة منها تسير في حقل معين.   ( مثلاً بحكم تخصصي: فإن هناك مواداً تدرس التصميم وتهتم بالقوى والإجهادات وهي تقريباً ست مواد من ضمن الخطة الدراسية، ونحو خمس مواد متعلقة بالحرارة والكتلة والطاقة وانتقالاتها، وسبع مواد رياضيات، وأربع مواد ثقافة إسلامية.. وغير ذلك ). لذلك ليس صحيحاً أن تكون طريقتك في مذاكر جميع المواد طريقة واحدة، بل عليك أن تكون فطِنا يقِظاً تتعامل مع كل مادة بما يناسبها، وعليك أن تتعلم العديد من تقنيات الدراسة وأساليبها وتعتاد كل أسلوب وفقاً لما يناسب الما

الحياة الجامعية.. أدوات التنظيم في يديك!

صورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.. قبل أن أبدأ موضوع اليوم.. أحبذ أن تلقي نظرة على الموضوع السابق إن لم تكن فعلت.. [ الحياة الجامعية.. همسات على الطريق ].. سأتحدث اليوم عن التنظيم في حياتك أخي الكريم.. ذلك أنك تمتلك الكثير من القدرات بكل تأكيد، فقط: تحتاج إلى بعض التنظيم حتى تبرز تلك القدرات، وتؤتي أكلها وثمارها. إن التنظيم هو أمر مشغل ومقلق بعض الشيء، لكنه يجعلك تؤدي المهام بشكل سلس وأكثر فاعلية. تصور معي شكل أجزاء السيارة دون تنظيم وترابط: زجاج – إطارات – كراسي – ماكينة – ماء – زيت – أسلاك... إلخ. لا يمكن لهذه الأشياء دون تنظيم معين أن تؤدي أي وظيفة.. لكن بعد فتراتٍ طويلة من البحث والعمل، توصل العاملون لهذا التنظيم لها حتى تنقلك من مكان إلى آخر بكل يسر وسهولة.. أنت كذلك؟!.. لا بل أفضل! تمتلك الوقت.. وتمتلك القدرات الذهنية والبدنية.. فقط تحتاج إلى تنظيم وقتك، وتنظيم ذاتك.. تحتاج إلى فعل الشيء المناسب في الوقت المناسب، بالكيفية المناسبة.. وحينها ستكون أكثر من مبدع، وأكثر من منجز.. وأكثر من شخص فعال

لن أدعو لك!

صورة
تصل بين الفينة والأخرى رسائل.. ( اذكروني إذا مت ).. (ادعوا لي إذا فارقتكم)... إلخ ولا اعتراض على تلك الرسائل، فهي حسنة المعنى والمغزى، ولكنها أيقظت في ذهني خطراتٍ وهمسات../ * ينبغي أن يلتفت الإنسان إلى حقيقة الحياة.. وإلى حقيقة الآخرة.. وإلى حقيقة المحبة!..  وأعني بذلك: لا ترهن مستقبلك بالآخرين، لا في مستقبلك وأعمالك الدنيوية، ولا الأخروية؛ بل توكل على الله عز وجل، واعمل بنفسك.. لنفسك. إننا في الآخرة محاسبون على أعمالنا على انفراد، ولذلك فإننا نسعى لأن نعمل على إنقاذ أنفسنا على انفراد أيضاً. ولنا في الحديث ما يكفي للإيضاح، إذ يكون النداء يوم القيامة:  (( نفسي.. نفسي ))، إلا محمداً صلى الله عليه وسلم الذي يخر لربه ساجداً ثم يكون أول شيء يقوله حين يرفع من سجوده بعد إذن الله له: (( أمتي يا رب.. أمتي يارب )) .. فصلى الله على نبيه إلى يوم الدين. وأعني بذلك أن يسعى الإنسان لأن يقدم لنفسه في الحياة ما يحتاج إليه بعد موته.. ما يحتاج أن يصحبه في قبره، ما دام قادراً على ذلك. جميل أن تحيا بذكر الموت، لتتطلع إلى المزيد من العمل الذي يجعلك تحيا حياة ثانية