المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٤

مقطوعة.. من طين!

(1) قريةٌ من قرى الفضاء الفسيح، حملَتْها على أرضِها، وأظلَّتْها بسمائها. الأرض باتَت تَعرفها، وتعرف عزف قدمَيها، وهي تسير في جنباتها. جدرانها باتت آلفةً صوت نغمها الذي تُهمهِم به وهي تسير في الطرقات، حين يخلو الطريق من المارة سواها، تؤانس نفسها، وتأنس الجدران معها وبها! باتت تشعر أنها خلقت من طينة هذه الأرض، وأن بينهما إلفًا تجاوز الشعور بالارتياح، وتعدى محبَّتها لأهل تلك الدار إلى محبة للدار ذاتها، أحست بأن هذه الأرض أحد أرحامها وأقاربها، الذين خُلقَ آدم من طينها، وعادت اليوم هي إلى ذات المكان: روحًا تتنفس، هكذا خيِّل إليها من فرط ما سكنت تلك الدار جوانب قلبها. لا ينقص تلك الأرض سوى روح تدبُّ فيها، لتتحدَّث إليها، وتخبرها بسرٍّ من أسرار قرابتهما، السر الذي جعل بينهما هذا الود الشديد! (2) أبٌ يحرث الأرض جيئة وذهابًا، يسعى في رزقه، ورزق بنيه، لطيفٌ معهم في حزم. محبوبٌ على أية حال؛ فهو أبٌ، وقائم بأهمِّ أدواره كما ينبغي. ليس هذا مربطَ الفرس، ولكن: ما الذي جاء بي إلى هذه الدار سواه؟! أبي.. ولكن لا أحد من أقاربنا في هذه القري

البديهيات: نقطة تحول بين السبب والنتيجة!

(الإنسان كائن متكيف ) .. هذه الجملة هي عنوان موضوع في كتاب لكاتب كبير، تبدو تلك الجملة من البساطة بمكان، ويمكن أن يقولها كثير من العامة والبسطاء في مجالس القهوة والشاي.. أليس كذلك ؟!   الجملة المذكورة جاءت في كتاب (هي.. هكذا) للدكتور عبد الكريم بكار والذي أتبع عنوان الكتاب بقوله (كيف نفهم الأشياء من حولنا) ؟! حين تقرأ الموضوع الذي جاء تحت هذا العنوان تجده تحدث في تسع صفحات عن (مفاهيم تتعلق بهذه السنة ) و (كيفية التعامل مع هذا السنة ) !.   إذن فالمسألة لا تتعلق بجملة بسيطة يقولها الجميع، ولكن لها ما لها، وذلك من خلال الانطلاق منها كحقيقة وبديهية، للعمل ووضع أساسات لأعمال أكبر ربما تغير في حياة إنسان، وربما في حياة أمة بأكملها، وربما أثرت على البشرية جمعاء!. ولست بصدد الحديث عن هذا الكتاب بعينه، ولكن المقصد أن هناك سننًا ربانية كونية لهذا الكون يسير الكون عليها، كما أن هناك (بديهيات) كثيرة من حولنا يمكن أن تقود إلى التغيرات الهائلة! ، ولكن من يلتفت إلى تلك البديهيات.. إنهم أناس موفقون.. أو أذكياء!.   القرآن الكريم أشار إلى ثبات السنن، وإلى التأمل والتفكر في أحوال الأمم م

فوائد من دورة أسرار النجاح للدكتور خالد المنيف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في دورة ممتعة قدمها الدكتور: خالد المنيف بعنوان ( أسرار النجاح )، كنت حاضراً للدورة التي أقيمت في بريدة يومي الأحد والاثنين 16 و 17 من محرم 1436 هـ، ودونت العديد من الملاحظات والفوائد التي ذكرها المدرب. معظم هذه الفوائد تجدونها مرفقة مرتبة في الملف التالي: [ ملف PDF فوائد من دورة أسرار النجاح ل د خالد المنيف ] قراءة ممتعة أتمناها لكم.. لأي ملاحظات على المكتوب أو على التنسيق، أفيدوني، سأكون ممتناً لكم. أسعد بمتابعتكم لي على وسائل التواصل الاجتماعي: Twitter: @pipars_5 كما أسعد بنشركم لما أكتبه وأنشره على هذه المدونة أو غيرها، لكم خالص الود.

بماذا أفادني أخي الأكبر؟!

قبل أن أولد بعشر سنواتٍ وُلِد لوالدي ابنهما البكر، الذكر الأول، ثم جئت كذكرٍ ثان يفصل بيني وبينه إناث.   رغبتي في التقليد بكل تأكيد تخطت كل الإناث إلى ذلك الذكر: رجل البيت، الذي تسند إليه المهام، ويثق به والداه، ويهتمان بشأنه، وهو يقوم بأعمال ومهام بكل نشاط، قد يتفق معه والداه فيها أو لا يتفقان لكن ثمة مساحة من الحرية في المنزل، تشجع على الإبداع وعلى فعل ما يحب كل شخص منا، وتوفر له الحاجيات التي يريد قدر الإمكان.   أخي اشترى الحاسب (الكمبيوتر) في أول ظهوره في السعودية، وكان له شغف به وبالتقنية: فهو هنا يشتري مجلاتها، وهنا يشتري برامجها، وعتادها.. وهكذا ذاع صيته بين أقرانه في هذا المجال، وبالفعل فقد شق طريقه الأكاديمي في هذا المجال لاحقاً ثم مجال العمل كذلك.   في زاوية أخرى من حياته كان إنسانًا يقرأ، ويشتري الكتب والمجلات، وقد كون في منزلنا مكتبة صغيرة لكنها جيدة، وربما كان شغفنا الأهم بالمجلات كونها متنوعة، وتحوي صوراً وربما أُحضرت بعض مجلات الأطفال، أو مجلات تحوي زاوية للأطفال.   لقد استفدت من أخي الأكبر ربما دون توجيه مباشر منه، بل ربما تأذى مني وإخوتي حين نقترب من حاسوبه وأغر