رؤية: بين ضجة الحديث.. و العمل بصمت..

بسم الله الرحمن الرحيم

أغلب الناس هنا يتمنون لو كانت الأمور بأيديهم..
لكل واحد منهم رؤيته في الإصلاح و التغيير نحو الأفضل،
و بخاصة بعد موجة التغيير..رياح التغيير.. طوفان التغيير.. و من شاء
فليقل ( موضة التغيير ) التي اجتاحت العالم - و العالم العربي خصوصاً -..

و الأمة بالفعل بحاجة إلى تغيير، و في بعض النواحي تحتاج إلى تغيير
جذري، و عمل دؤوب متواصل لحل بعض المشكلات و المعضلات و تصحيح بعض الأخطاء،
و لذا فلن نلوم من ينادي (بالتغيير ).. لكننا سننظر إلى رأيه و مشروعه ( الإصلاحي )؛
و نتأمل فيما يطرحه: مؤيدين.. أو معارضين.. و ربما: ضاحكين..!

و لا عجب أن نضحك من بعض الأطروحات.. و لا غرابة في أن نصب لعناتنا على بعض
الاقتراحات، سيما و أننا نرى من القوم من يتدخل فيما لا يعنيه و من يهرف بما لا يعرف
و من تدفعه جهات أخرى هو آلة لتنفيذ مخططاتها علم أم لم يعلم:

إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة.. و إن كُنتَ تدري فالمصيبة أعظمُ..!

...

’’ من يعمل معرض للخطأ ‘‘

هذه قاعدة.. كلما زاد عملك سيزيد صوابك و لا شك، و ستزيد نسبة الخطأ..
و لا مشكلة في هذا و لا عيب..

إذا كنت لا تريد أن تخطئ.. إذن: لا تعمل.. و هذه هي المشكلة..!
و المشكلة تزداد عندما تكون نائماً مستلقياً على فراشك تلتهم وجباتك بين يدي التلفاز
و الصحيفة و الحاسوب؛ و من ثم تأخذ في الكتابة؛ و استخراج العيوب و الوقوع على الجروح..
عدا من يتصيدون في الماء العكِر، و الذين يحولون الصواب إلى خطأ.. فقط لأنهم ضد صاحب
ذلك الفعل الصائب..!

مشكلة: في النقد.. و البحث عن الأخطاء.. بدعوى ( الإصلاح )..
هذا ما تمتلئ به الصحف.. و تعج به المواقع و المنتديات..

فكيف سنُصلح و نصلُح إذن يا سادة؟
...
’’ حوار.. فنقاش.. فجدال.. فغوغاء.. فـ ( لا عمل )..! ‘‘

لا مشكلة كبيرة في أن نتحزب وننحاز إذا ما اختلفت الأفكار و المعتقدات..
لكن: متى نتجرد للحق فعلاً؛ و نجعل عقولنا أوعية للحق؟.. أنا وجدناه تبعناه؟

الكل مقتنع بفكرته و يصرخ لها.. و في دعوته ( الإصلاحية ) يتذمر من آراء الآخرين؛
و هناك تشتبك الألسن.. و تتشاجر الأقلام..
و في النهاية: يذوب الهدف الحقيقي ( المزعوم ): العمل و العمل للإصلاح، و تبقى
الغوغائية حاضرة و تبقى ذكريات الشجارات و الخلافات مخلدة في ذكريات المتابع
و الكاتب.. و تبقى النفوس بقمة العداوة، و المهزوم ينتظر الفرصة ليثأر..!
...
- عمل.. في الظل -

و هذا هو مغزى كتابة المقالة..
أولئك الذين يعملون و يُصلحون..فيما غيرهم تفرغ للمشاجرة و المجادلة و الخلاف..
عندما تحدثوا عن العمل، نظروا له و خططوا ثم شرعوا في التنفيذ و العمل.
أولئك هم الذين تقوم بهم الأمة و تنهض عن طريقهم البلاد، و يوماً بعد يوم، سيفخر بهم
و بأعمالهم القاصي و الداني.. لأنهم: يعملون..!


الذين يعملون، هم أولئك المؤمنون بأفكارهم، و أفكارهم تستحق العيش ؛ لذا فلم
يبالوا بالوقت و الجهد الذي يمضي، بل كل وقت يقضونه في سبيل فكرتهم.. يفرحون به و
يشعرون أنهم قد اقتربوا من الإنجاز أكثر.. فيزدادون عملاً و بذلاً؛ و يلتف حولهم العالم سريعاً..
و أما الأضواء التي لم يضعوا تركيزهم عليها.. فإنها هي من ستركز عليهم و ستلاحقهم غداً.

لا يعني أن من أصفهم لم يهتموا بالإعلام؛ فالإعلام أداة يجب أن تستغل و لذا فهم يسعون
من خلالها للعمل - كشيء جانبي - و البعض منهم يجعلها هي الأداة الرئيسية.



فالمنظمة لم تكتفِ بأن تكون لهم قناة فحسب، بل إنها تقيم مؤتمرات تجمع فيها آباء الفكر العربي المعاصر،
و لكم أن تطالعوا الأسماء التي ستشارك في المؤتمر الثالث المقبل في البحرين.
عدا العديد من الأعمال..لن أتحدث عنها.. فهي تتحدث عن نفسها بإنجازاتها، و أترك لكم المجال
لأن تبحثوا عنها بأنفسكم..

...
* لا يعني امتداحي للمشاريع تهميش غيرها، و لا يعني أيضاً إعجابي بكل شيء..
فهناك الكثير مما لا يعجبني..

أترك لكم مجالاً للحديث عن:

- حديث حر في إطار موضوع المقال..

- مشاريع نهضوية تستحق الإشادة.

- رأيكم بالمشروعين المذكورين.. ما أعجبكم و ما لم يعجبكم.

...
همسة النهاية

{ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ * كَبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }..!
[ سورة الصف ]


أخوكم../ عبد الله.. "بيبرس".

تعليقات

  1. كلام راقي

    - عمل.. في الظل -

    والعمل في الظل بمعناه المقصود يشبه العمل بعيدا عن حرارة الشمس في الواقع,أكثر راحة للعامل وأقل استنزاقفا لطاقاته..

    - و مشروع ( فور شباب )..

    مشروع فريد من نوعه,قناتين,مجلة,مقهى,مؤتمرات,مهرجانات إنشادية..والجميل أن العمل لم ينحصر في دولة واحدة أو في أبناء بلد واحدة ولكن المشاركين في العمل من مختلف الدول والجنسيات..

    *هناك شخصيات تقدم نفسها كمشروع متكامل ورموز لأفكار وتطلعات : مثل الشيخ سلمان العودة..والدكتور عبد الكريم بكار..والشيخ محمد العريفي..
    شكرا..

    ردحذف
  2. أهلاً بك عبد الرحمن..
    إضافة رائعة..

    هناك الكثير من الأفراد المؤسسات بالفعل، و هناك مؤسسات لم أذكرها؛ فلله الحمد العمل المؤسسي الإسلامي تواجد مؤخراً بكثرة:
    مثل مؤسسة ديوان المسلم للشيخ ناصر العمر، و مؤسسة تدبر عظيمة العمل، و هناك أناس يعملون في الظل تماماً مثل الشيخ: عبد الرحمن العقل، و الذي فاز مؤخراً بجائزة الأمير نايف للبحث العلمي..
    أما مسجده و حِلقه فهي كخلايا نحل لطللبة العلم.

    من المشاريع الجميلة أيضاً: حملة ركاز، لـ محمد العوضي.

    و غيرها الكثير.. فقد مثلت فقط.. و ذكرت ما لفت انتباهي و ما اهتم بالشباب.

    ردحذف
  3. إضافة جميلة..
    في رد لإحدى الأخوات ( أوطان ) بأحد المنتديات ( ...):

    أكـبر عقـبة لـ التغير أو الإنجـاز هو عدم وضوح الهدف .. لكل منا هدف شخصـي التزام كل منا بالوصول إلـيه
    قد يضـعف الوصول إلى الهـدف العـام نحو تغيـير المجتمع للأفضـل
    عـقبـة أخرى .. دائـماً نظن أن هنـاك متسع من الوقـت و أن سـاعة التغـيير لم تحن بعد !
    و أخـيرة كما تطـرقت الفـاخرة / منـار " بـآآختصار أن الأمر ليس بيدنا"
    دائمـاً نظن بوجود قـوة علياء تسيطر على الوضـع .
    متـناسـين أن القـوة تكمن داخلنا و تنطـلق منا ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
    بـ النسـبة للمشـاريع أو الحملات و خـاصة تلك التـي تملأ المواقـع الإجتـماعيـة
    كـثرتها تبـدد قوتهـا .. ولا شك أن معظمها لا تستـمر !
    نحن بـ حـاجة تدعـيم الجهـود و تـحديد الهدف !

    ردحذف

إرسال تعليق

مرحباً بك.. اترك أثرك هنا.. يسرني تعليقك

تدوينات مميزة

الحياة الجامعية (3) : استذكر بمهارة.. وطوع التقنية لصالحك!

كانت جميلة!

الحياة الجامعية.. همسات على الطريق