رؤى: وحدة الإسلام.. و أخوة المسلمين..( مشهد من عاشوراء)

بسم الله الرحمن الرحيم



.. { إن الدين عند الله الإسلام }..
ذلك هو الدين الرباني، منذ أن خلق الله الأرض و من عليها،
و إن اختلفت بعض الأوامر الربانية بين شريعة سماوية و أخرى؛
لحكمة عند خالق الكون و مدبر أموره - رب العالمين سبحانه.

فـ داود و موسى و عيسى و محمد صلى الله عليه و سلم، جاؤوا
بالدين ذاته، و هم إخوة جاء السابق منهم مبشراً بمحمد صلى الله
عليه و سلم، و جاءت شريعة الإسلام ذاكرة لهم و لمحامدهم، ذلك
أن مرسلهم إله واحد - سبحانه جل في علاه..

تتجلى تلك الوحدة في الدين، و تلك الأخوة في العديد من المواقف،
و من تلك المواقف: يوم عاشوراء..!

لقد صامه موسى شكراً لله عز و جل، فلما علِم به محمد صلى الله عليه
و سلم، و علم أن يهود تصومه؛ قال قولته العظيمة: " نحن أولى بموسى منهم "..!.
و صامه، و أمر بصيامه.. بل كان واجباً قبل أن يفرض صيام رمضان..
صامه موسى شكراً لله الذي نجاه، و صامه محمد اقتداءً بأخيه موسى، و ربما فرحاً
بنجاة أخيه من الطاغية المتكبر المتجبر: فرعون..
نعم.. فنحن نحترم موسى، و ما جاء به موسى - عليه السلام - ، أكثر من أولئك اليهود
الذين زعموا اتباعه، و حرفوا دينه بل و آذوه في حياته.. فما بالكم بهم بعد مماته!.
و لذا فقد اهتم بمخالفتهم فقال: " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع"..
إنه تجلٍ للأخوة في الدين و الهدف؛ استشعرها محمد صلى الله عليه و سلم، و أداها
أحسن مؤدى عليه الصلاة و السلام.

و ها نحن على مر الأزمان، و خلال أربعة عشر قرناً، و نحن نصوم هذا اليوم اقتداءً بنبينا
صلى الله عليه و سلم، و الذي عمِل بعمل أخيه موسى عليه السلام..
فهيا.. لنضع في قلوبنا تلك الأخوة للمؤمنين من قوم موسى.. و من قبله و من بعده.
{ إنما المؤمنون إخوة }.. كل المؤمنين في كل زمان و كل مكان؛ و حين نبعث يوم القيامة
- سيدخل كل هؤلاء المؤمنين من الأولين و الآخرين جنة واحدة تجمعهم على اختلاف الدرجات
فيها باختلاف الأعمال.. - نسأل الله أن يجعلنا منهم - .


فكما كان بنو إسرائيل إخوة لنا في الدين - من آمن منهم - ، فما بالكم بإخواننا المسلمين اليوم
في مختلف بقاع الأرض.. في الشرق و الغرب؛ و الذين جمعتنا بهم شرعة الإسلام تحت ظلها
الوفير.. وحدتنا كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله )..
إنها وحدة لا بد أن نستشعرها، و لا تفرق بيننا الحدود، و لا اللهجات، و اللغات و الأشكال و الأجناس، { إن أكرمكم عند الله أتقاكم }..
فما دمنا تحت وصف ( الإسلام ).. فلنكن كالجسد الواحد: " إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر "..

و ها نحن نرى إخوة لنا في الشام، و اليمن و في شرق البلاد و غربها، و كل منهم له حال من
الاضطهاد و الظلم من أعداء الملة و الدين.. و أعداء الإنسانية، و آخرون يفتك بهم فقر و جوع
و مرض و برد، و آخرون يقتلهم الجهل؛ فماذا ترانا نفعل، و ماذا فعلنا في تلك الأخوة؟

يتوجب علينا أن نهتم بشؤون إخواننا المسلمين في مختلف بقاع الأرض، و ننصرهم بأي
طريقة نستطيعها.. أولاً بمتابعة أخبارهم، و الفرح بأفراحهم، و الحزن لما يلم بهم من آلام،
و ثانياً بالدعاء لهم في كل وقت؛ و ثالثاً بما نستطيع من دعم مادي أو معنوي..
و الأمر واسع جداً، فبناء مسجد.. أو مدرسة.. أو مستشفى.. أو دفع زكاة لفقراء المسلمين
هنا و هناك، أو تصعيد قضية من قضاياهم، و تسليط الضوء عليها عبر الإعلام.. كل هذا
من أمور النصرة التي هي بأيدينا.. فلنعمل.. كل في مكانه لتحقيق معنى الأخوة الإسلامية.


أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعنا إخوة في الدنيا نطيعه، و في
الآخرة في جناته: " إخوانا على سرر متقابلين "..

أخوكم../
عبد الله..
11 / 1 / 1433 هـ.

تعليقات

تدوينات مميزة

الحياة الجامعية (3) : استذكر بمهارة.. وطوع التقنية لصالحك!

كانت جميلة!

الحياة الجامعية.. همسات على الطريق