حدثني عن الرسول.. فكل الأخلاق في ذلك الحديث }

حين يتمدد فمي بابتسامة..
ابتسامة تأسر القلوب، وتقرب البعيد..
لا بد أن يدور في
خلدي حيناً أن من علمني إياها هو شخص جدير
بأن يمتلئ قلبي له حباً.. فقد علمني شيئا نفيسا!
فشكراً رسول الله محمد! عليك الصلاة والسلام..

" وتبسمك في وجه أخيك صدقة " ..

لم يكن نبيي صلوات الله وسلامه عليه إنساناً عادياً، بل إنه
إنسان مذهل في كل شيء.. ولا عجب، فهو في منزلة تفوق كل
البشر عبر ( انتقاء واصطفاء ) رباني له من بينهم، ليكون
حاملاً لتلك الرسالة السماوية العظيمة!

لقد ارتقى في سماوات الإنسانية الفعلية التي يريدها الله،
فحين تتحدث عن السماحة والرحمة لا بد أن تتذكر كلمة ترن
في الآذان:
" اذهبوا فأنتم الطلقاء "
، بل وأكثر من ذلك حين يشعر بتألم الطير لبنيه فينادي:
" من فجع هذه بولدها، ردوا ولدها عليها "!.
وحين تتحدث عن الحب الذي لا يماثله حب، فعليك أن تذكر في أوله
تلك الكلمة التي تفيض بكل معانيه " إني رزقت حبها " ، ولا يجد ضيراً أن يصرح
بحبه لامرأته حين يسأله صاحبه عن أحب الناس إليك فيقول: " عائشة " !.
حقاً هي الإنسانية تتجلى فيه بكل معانيها، عرف ذلك العدو قبل الصديق، ولم يكن
صعباً ولا مستحيلاً أن يتحول العدو إلى صديق بمجرد معرفته له!..
إلا عدواً انطلقت عداوته من كبرياء وأَنَفة ورغبة في تحد للواقع بأي وسيلة!.
فذاك (ثمامة بن أثال) يصرح بأن أبغض شيء إليه كان محمد، ثم صار ذلك الإنسان
أحب شيء إليه..! وتحول من تحديه - وهو عزيز في قومه -
إلى داعية إلى دين (محمد) صلى الله عليه وسلم.

أيها المسلم.. ويا غير المسلم..
محمد جاء من عند الله رحمة للعالمين، إن كنت تحبه وتؤمن به، فأنت الفائز المفلح
في كل حال، وإن لم تكن، فإنه قد جاء لك بالرحمة كذلك وخسارتك إنما تكون على نفسك..
لكن لا تعادِه!
فقد أوصانا بأن لا نخلف الوعود وأن لا ننقض العهود وأن لا نقتل الرسل..
قال ذلك لنا، وصدقته أفعاله!
حتى في الحرب.. فشريعة الإسلام تنهانا أن نمثل بأعدائنا أو نقتل طفلاً أو امرأة!
بل ويحرم عندنا أن نهدم صومعة عابد في بلاد نفتحها.. بل نتركها له يتعبد كيف يشاء..
نعم هذا ديننا الذي يفيض رحمة ورحمة ورحمة!

إن محمدا صلى الله عليه وسلم جاء برسالة ينقلها لنا عبر فعله قبل كلامه،
بل إنه يلخص ذلك لنا في أن فعله معتمد فيقول: " صلوا كما رأيتموني أصلي " ،
وهكذا هو، فحين يقول لنا:
" خيركم خيركم لأهله " ، نجد ذلك في حسن تعامله مع أهله، ويقرره هو ويشهد،
فلا ينكر أحد ذلك، فيقول: " وأنا خيركم لأهلي " !.
وفيما كان محمد صلى الله عليه وسلم يبلغنا آيات القرآن المليئة بالأخلاق
والمُثُل العليا للإنسانية، نجده صلى الله عليه وسلم يجسد ذلك في نفسه،
فتقول البليغة عائشة رضي الله عنها:
" كان خلقه القرآن ".. نعم؛ كانت كل تلك القيم موجودة في شخصه!.

فيا أيها الناس..
آمِنوا بمحمد.. وأحبوه، فلن تجنوا من وراء ذلك إلا الخير في الدارين!.
لم يجئ محمد صلى الله عليه وسلم إلا ليخرجنا من الظلمات إلى النور..
" ... فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكراً *
رسولاً يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا
وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور
" ..



[ كلي رجاءٌ أن تنشرها أو تقتبس منها أو تترجم ما تشاء إن هي نالت استحسانك ]

تعليقات

تدوينات مميزة

الحياة الجامعية (3) : استذكر بمهارة.. وطوع التقنية لصالحك!

كانت جميلة!

الحياة الجامعية.. همسات على الطريق