حكاية الشام الجريحة..



 { حوار.. في منأى عن الأحداث..
حيث الحدود تحجب المسلم عن نصرة أخيه!


س:

أشكو إلى الله الكروب
وأدمعي حرى سكوب
وألوذ بالصبر الجميل
وحكمة الدهر الدؤوب..



ع:
يا دمعة رقراقة على خده
ما لك سابلة؟
ليس شيء يدعو للحزن فالدنيا زائلة!
وحالك في حسن وغيرك يفقد عائله!
أي شيء دهاك؟!.. أجب.. أجب أخاك!


س:
أبكي على شام الهوى بعيون مظلوم مناضل
وأذوب في ساحاتها بين المساجد والمنازل..
هي شامنا.. هي أرضنا.. هي دارنا.. دار الكرام..
هي خضرة.. هي نضرة مبهرة.. إنها بلاد الشام..
أراها تصرخ تستصرخ.. فأحني رأسي..
أبكي أمسي.. أمساً أمسى إسلامي منتصراً..
وعلا صوت أذات الحق مكبراً!


ع:
ما أبأس الحال.. وأشق المقال..
في كل يوم لك مأساة تحكيها.. وفي كل ليلة لك
دمعة تواريها.. أمسِ تحدثني عن القدس.. وقبله تحدثني عما
في بلاد الأفغان من بؤس.. وتارة تحكي لي شراً بأيدي الفرس.. واليوم..
الشام أيضاً؟!.
 فما الذي في الشام؟!

يجيبه:
آه وآه مما في الشام.. 
إليك تلك الصورة الباكية.. 
الجند قادمون..
اهرب.. اهرب يا محمد..
 إلى أين أهرب يا أبي.. إلى أين؟!
إلى بيت جدي؟!
 قد سبقنا الجند إليه وأعلاه قناص..
أم إلى بيت جيراننا المهشم؟!؟؟
 وكيف أفعل بسلمى الرضيعة؟!
أبي.. أبي.. إلى أين أهرب؟!

هربت روح أبي محمد من جسده بعد قذيفة غادرة..
ومحمد لا يلوي على أحد..
غير أنه رأى رأس سلمى تدحرج بلا جسد..
 أما أين أم سلمى ومحمد؟!
فلا يدرى!..
 أحية هي تموت في كل يوم.. أم ماتت ميتة واحدة!

تلك حكاية الشام.. وفي الشام أشياء أفظع!


ع:
 ليس شيء أفظع من هذا..

ولكن بكاك لا يصد رصاصة ولا يقتل عدوا!

غير أنك تزيدني هما إلى هم.. وأنت كذلك من غم إلى غم..

فإما أن تدع ما أنت فيه.. أو تقدم شيئاً يُذكَر فيشكر!.


س:
نعم..

أتألم وتتألم لألم إخواننا.. ونثير أحاسيس الأمة بأخبارهم..

ونلهج بدعائنا لهم.. وننفق مالاً نحفظ به كرامة لاجئهم، وندعم به مجاهدهم..


فيا رب.. انصر إخواننا في سوريا..
يا رب: أفرغ عليهم صبراً.. وثبت أقدامهم.. وانصرهم على القوم الكافرين..

تعليقات

تدوينات مميزة

الحياة الجامعية (3) : استذكر بمهارة.. وطوع التقنية لصالحك!

كانت جميلة!

الحياة الجامعية.. همسات على الطريق