ترتيب الأولويات.. نصف الحكمة!



ترتيب الأولويات.. نصف الحكمة!
نقاط متفرقة عن الأولويات 

 

 أولوياتنا الشخصية ينبغي أن تكون وفقاً لما ينبغي أن نفعله بناءً على ما آتانا الله عز وجل من مواهب وقدرات، أي أننا نحتاج في تحديد الأولويات إلى استصحاب تخطيطنا الشخصي لما ينبغي أن نكون عليه، ونحتاج أن نعرف بالفعل: من نحن؟!.. ماذا نمتلك؟!.. لنحدد أهدافنا ثم نحدد أولويات الوصول إليها. 
-          قدر الإمكان قدم الأولويات التي تستحق أن تكون أمراً تتعب من أجله، والتي تحتاجها أمتك ومجتمعك من حولك، إذا كنت بارعاً في الرياضة ويمكن أن تكون لاعبًا متميزاً في مجالك، ولديك قدرة أخرى عالية على أن تكون مديراً ناجحاً / أو طبيباً حاذقاً أو فقيهاً متبحراً أو أو .. قدم تلك الأمور التي يحتاجها المجتمع والأمة على أمور أخرى قد تكون أقل نفعاً للعموم. 
-          هناك أولويات وقتية، وأولويات دائمة، ليس شرطاً أن تكون الأولويات الوقتية هي (طوارئ حادثة) بل قد تكون طوارئ معلومة، ومرتب لها مُسبقاً، وقد تكون أعمالاً طويلة لعدة أشهر أو سنوات، لكنها ليست هي الأولوية الدائمة لديك، فعلى سبيل المثال؛ قد يكون من أولوياتك: التجارة، وتكون قد قطعت فيها مشواراً، لكنك تحتاج إلى شهادة جامعية حتى تحصل على منصب معين يساعدك فيها، في فترة دراستك الجامعية ينبغي أن تكون كل سنوات الدراسة الجامعية: الأولوية للجامعة.. الجامعة هنا أولوية وقتية، والتجارة أولوية دائمة، لكن تم تأخيرها مؤقتاً لمدة خمس سنوات أو أربع ريثما يتم إنهاء هذه الأولوية الأخرى. 
-          حين تكون الأولويات الوقتية غير داعمة للأولوية الدائمة وغير دافعة لاستمرارها واكتمالها، ما لم تكن تلك الأولوية جزءاً من مهارات مفيدة لك في الحياة، فتجنبها لأنها قد تكون مضرة بالهدف الرئيسي وبالأولوية الدائمة الأكثر أهمية.
-          هناك أولويات أخرى مهمة: الأولويات الدينية، سواءً في الأداء أو التعلم أو الخدمة. 
فالصلاة لها أولوية الأداء ولا شك ما لم يكن الإنسان مأذونا له شرعاً بالتأخير أو الجمع، وهكذا الزكاة بالنسبة للأولويات المالية، وغير ذلك. 
وكذلك في باب التعلم فإنه يجب على الإنسان تعلم ما يقوم به أمر دينه، ومن أهم ذلك الاعتقاد، وأركان الإسلام كافة، وإذا كان تاجراً تعلم أحكام المعاملات، وإذا أقبل على الزواج تعلم أحكامه، وهكذا في شأنه كله حتى لا يجهل فيخطئ، وقد لا يعذر بالجهل مع تيسر العلم. 
وأما الخدمة، فإن في شعائر الإسلام وشرائعه فيها درجات، فالاعتقاد والتوحيد يقدم على غيره كما جاء في الحديث: { فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله } ، وعليه فينبغي لمن يعلم الناس العبادة وخاصة المسلمين الجدد أو المسلمين الذين قلّ العلماء في ديارهم أن يبدأ بهذه الأولويات؛ وكذلك الحال بالنسبة للتاجر إذا أراد أن يدعم مشاريع التعليم فليتحر الأولويات فيها من نواح: الاحتياج المالي الأشد – أهمية العمل الدعوي بالنسبة للمنطقة وكذلك بالنظر إلى التعاليم الشرعية ، ونحو ذلك من العوامل التي تخدم الأولويات. 
ومما يُلحق بهذا:
مكان إنفاق المال، فقد يكون في بلدٍ إسلامي مجاعة، وفي بلد آخر حاجة أهله أقل، فليقدم أهل المجاعة والحروب على غيرهم، وقل مثل ذلك للدعاة: فإن في بعض الديار ثراءً بطلبة العلم والدعاة وفي بعضها فقر وحاجة، فماذا لو جعلت أولويتك الدعوية للمحتاجين لطلب العلم والدعوة؟!
يلحظ القارئ أن ترتيب الأولويات هو أشبه شيء بتعريف الحكمة: وضع الشيء في موضعه!، ذلك ما بدا لي فأي شيء ترى ؟!

تعليقات

تدوينات مميزة

الحياة الجامعية (3) : استذكر بمهارة.. وطوع التقنية لصالحك!

كانت جميلة!

الحياة الجامعية.. همسات على الطريق