تلويحة الوداع.. حكاية!



أشحت عنه للحظاتٍ مستغرقًا في شيء كحلم اليقظة، سرت فيه إلى الوراء بضح خطواتٍ لأصل إلى اليوم الأول، حين التقينا، وخفقت القلوب محبة، وكأنها مغانط مختلفة تجاذبت، أو أرواح  متآلفة، كانت تسيح في الأفق باحثة عن بعضها منذ لحظاتٍ طوال، ثم التقت، وحطت رحالها في تلك اللحظات الحميمية الساحرة!

عدت إلى حيث أنا سريعًا بعد أن مررت بذكرياتٍ جمعتنا.. حتى وصلت إلى اليوم..
إلى اللحظة الحاضرة.. التي أشيح فيها، وأهرب من الواقع! 

كان رحيلًا بالذهن، أثناء حضور الجسد.. أما بعدُ؛ وقد عاد الذهن، فكان لا بد للجسد أن يفارق.. لا يبدو اللقاء ممكنًا الآن، لا يجتمع ذهني وجسدي إليه معًا.. ذاك ما قيل لي حينها من منادٍ في داخلي، وقد كان ناصحَ برٍّ أميناً!.

تركت المكان خاليًا من جسدي، وبقي فكري هائمًا متفكّراً.. لا بأس أن يخوض غمار التجربة، ويُبحِر من جديد في الذكريات، أو حتى في شكل الحاضر أيًا كان لونه!.. تركته، ولسان الحال: أن أسِرَها في نفسك، ولا تُبدِها له.. 

يومًا ما ستكون صرخة كتلك التي قالها إخوة يوسف: ((أئنك لأنت يوسف))؟! .. أو دون أن أسمع تلك الصرخة، يبدر مني النداء كرد يوسف: ((أنا يوسف وهذا أخي قد منّ الله علينا)) !

المسير طويلٌ في كبدٍ، وهم وغم / أو فرح.. ليس عليّ أن أستبق نهايته.. 
يومًا ما ستكون تلك التفاصيل الغائبة جزءًا من تلويحة الوداع..
من ملاحظات الختام.. قبل أن توصد الصفحة الأخيرة من الكتابِ! 
ستكون جزءًا من دموعٍ تنحدر حين الفِراق، لتكون من جملة دموعٍ كثيرة.. يمحو بعضها أثر بعض، حتى يُكتب النسيان لها جميعًا..
الدمعة الأخيرة فقط، إن كانت حارة، كبركان فزّ من قلبه.. ستبقي أثرها طويلاً، لن تمحى.. 

ربما تكون هي قصتي.. والحكاية التي سأحكيها في الختام..
وربما.... ! 

تعليقات

تدوينات مميزة

الحياة الجامعية (3) : استذكر بمهارة.. وطوع التقنية لصالحك!

كانت جميلة!

الحياة الجامعية.. همسات على الطريق